إيليا أبو ماضي اسألوها، أو فاسألوا مضناها أيّ شيء قالت له عيناها ؟ فهو في نشوة و ما ذاق خمرا نشوة الحبّ هذه إيّاها ذاهل الطّرف شارد الفك ولا يلمح حُسناً في الأرض إلاّ رآها أللسّواقي لكي تحدّث عنها والأقاحي لكي تذيع شذاها؟ وحفيف النّسيم في مسمع الأوراق نجوى تبثّها شفتاها يحسب الفجر قبسه من سناها ونجوم السّماء بعض حلاها وكذلك الهوى إذا حلّ في الأرواح سارت في موكب من رؤاها كان ينهى عن الهوى نفسه الظّمأى فأمسى يلوم من ينهاها لمس الحبّ قلبه فهو نار تتلظّى و يستلذّ لظاها كلّ نفس لم يشرق الحبّ فيها هي نفس لم تدر ما معناها بشار بن برد يا حُبَّ إِنَّ دواءَ الحُبِّ مفْقُودُ إِلاَّ لديْكِ، فهلْ ما رُمْتُ موْجُودُ قالتْ: عَلَيْكَ بِمَنْ تَهْوَى، فَقُلْتَ لَهَا: يَا حُبَّ فُوكِ الْهَوَى وَالْعَيْنُ وَالْجِيدُ لا تَلْعَبِي بِحَيَاتِي وَاقْطَعِي أمَلي صَبْراً عَلَى الْمَوْتِ، إِنَّ الْمَوْتَ مَوْرُودُ رؤياك تدعو المنايا قبل موقتها وإن تنيلي فنيل منك مخلود أنْتِ الأَمْيِرَة ُ فِي رُوحِي وَفِي جَسَدِي فابري وريشي بكفيك الأقاليد لا تَسْبِقِي بِي حِمَامَ الْمَوْتِ وَانْتَظِري يوماً كأن قد طوتني البيض والسود قَدْ لاَمَني فِيكِ أَقْوَامٌ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا ذَنْبُ مَنْ قَلْبُهُ حَرَّانُ مَجْهُودُ؟